غرامة لطبيبتين تسببتا في وفاة جنين وتفجير رحم والدته
--------------------------------------------------------------------------------
غرامة لطبيبتين تسببتا في وفاة جنين وتفجير رحم والدته
التقرير الطبي عن حالة
نجران: أحمد معيدي
أصدرت اللجنة الطبية الشرعية بالجنوب ممثلة في اللجنة الطبية الشرعية الإضافية بمنطقة عسير حكما شرعيا ضد عدد من أطباء مستشفى نجران العام بمنطقة نجران بعد إدانتهم في خطأ طبي تسببوا به لإحدى السيدات السعوديات وتدعى وضحى مرزوق سالم آل فلكه(28 عاما) أثناء ولادتها في المستشفى، مما أدى إلى انفجار الرحم لديها ووفاة جنينها وخضوعها لعدة جراحات لاستئصال الرحم والمبيض الأيمن وقناة فالوب اليمنى والقولون الصاعد نتيجة لذلك. ونص الحكم على تغريم كل من الدكتورة س. إ الطبيبة المقيمة بقسم النساء والولادة بمستشفى نجران العام مبلغ خمسة آلاف ريال كدية للجنين المتوفى داخل رحم أمه وإلزامها بدفع 50% من دية الرحم المقررة شرعا وقدرها خمسة وعشرون ألف ريال للمدعي في القضية وهو زوج المتضررة وضحى. كما نص الحكم على تغريم الدكتورة س. إ الطبيبة المقيمة بقسم النساء والولادة بمستشفى نجران العام مبلغ ألفي ريال كحق عام يدفع لخزينة الدولة لنفس الأسباب بالإضافة إلى لفت نظر الدكتور ص. خ أخصائي النساء والولادة بنفس المستشفى لعدم تكرار ذلك مستقبلا. وقد أوصت الهيئة في حكمها الصادر برقم 428/64 وتاريخ 29 /11/1428بدعم قسم الولادة والأطفال بمستشفى نجران العام بالتجهيزات اللازمة والقوى العاملة المدربة من أطباء وممرضين وذلك نتيجة النقص الموجود في نفس القسم. واعتبرت الهيئة أن ما حصل للمريضة لا يتفق مع الأصول الطبية المتعارف عليها بسبب قيام كل من الدكتورة س. إ بإدخال المريضة إلى قسم الولادة بدلا من إدخالها إلى غرفة الولادة مباشرة، حيث إن تخطيط نبض الجنين كان يبين وجود تقلصات رحمية، كما أن الدكتورة س. إ الطبيبة المقيمة والتي استلمت الحالة من الأولى قامت بإعطاء الحالة عقار السينتوسينون دون تقييم للحالة بشكل جيد على أنها ولادة متعسرة، ولو أنها أخذت بعين الاعتبار للحالة لكان التصرف السليم عدم إعطائها هذا الدواء الذي قد يكون سببا مباشرا في انفجار الرحم، كما أنها لم تعط الدواء عن طريق مضخة أدوية تتحكم في جرعته بل حقنته مباشرة في مغذية المريضة، ولم تقم كذلك بعمل تخطيط لنبض الجنين أثناء الولادة رغم إعطائها للعقار المذكور، ولو أخذ هذا بعين الاعتبار وروقبت المريضة بشكل جيد لقلل من فرص انفجار الرحم الذي كان سببا مباشرا في وفاة الجنين داخل الرحم، وسببا لكل التبعات الصحية التي تلت ذلك.
أما بخصوص تعامل الدكتور ص. خ أخصائي النساء والولادة بالمستشفى فكان متفقا مع الأصول الطبية المتعارف عليها إلا أنه كان من الواجب عليه تحويل المريضة في مرحلة مبكرة إلى مستشفى الملك خالد بنجران. من ناحية أخرى اعترض المواطن ساري مبارك سالم آل فلكه زوج المتضررة وضحى لدى ديوان المظالم على الحكم الصادر من اللجنة الطبية الشرعية بمنطقة عسير معتبرا أن هذا القرار غير منصف ومتساهل بحق هؤلاء الأطباء الذين ارتكبوا جريمة بحق زوجته وطفله الذي فقد حياته نتيجة الإهمال والعبث من قبل أناس لا يفقهون شيئاً في مهنة الطب. وقال آل فلكه الذي ينوي التقدم بشكوى لجمعية وهيئة حقوق الإنسان حول ما حدث لزوجته : هل تساوي حياة طفلي الذي مات قبل أن أراه والمأساة الصحية والنفسية التي حدثت لزوجتي بسببهم وأدت إلى حرمانها من الإنجاب للأبد بالإضافة إلى استئصال أعضاء جسمها وتشويه جسدها بالجراحات المتكررة التي لم تكن لتحدث لو وجد أطباء حقيقيون يحسون بالمسؤولية والإنسانية تجاه المرضى هل يستحق ذلك كله مبلغ 30 ألف ريال. وأضاف أن الحكم متساهل ويعطي مجالا لمثل هؤلاء لممارسة أخطائهم مستقبلا على ضحايا آخرين. وأكد آل فلكه أن أقل ما يجب فعله بحق هؤلاء من واقع التقارير الطبية التي تدينهم أن يسجنوا ويفصلوا من أعمالهم ويشهر بهم ويحاسب جميع المتسببين في تلك الجريمة بأقصى العقوبات وأن تضاعف عليهم الغرامات أضعافا مضاعفة ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يستهترون ويتلاعبون بأرواح البشر.
كما طالب آل فلكه بإجراء تقييم فعلي لكافة الأطباء العاملين في المستشفى للتأكد من تأهيلهم وهل هم أطباء بالفعل أم إنهم دخلاء على المهنة الإنسانية وكان ساري آل فلكه وحسب شكواه المقدمة لصحة نجران التي أحيلت للجنة الطبية الشرعية قد أوصل زوجته في الخامس من شوال الماضي إلى مستشفى نجران العام بعد تعرضها لآلام المخاض وتم تنويمها في المستشفى حيث تلقى بعدها اتصالا من أحد العاملين في المستشفى يبلغه بوفاة الجنين في بطن أمه واستخراجه عن طريق إجراء جراحة قيصرية حيث حضر وتسلم الجنين وقام بدفنه. ولم يقتصر الوضع على ذلك بل تعرضت زوجته لمضاعفات نتيجة إهمال أطباء المستشفى مما جعلها تدخل للعناية المركزة بسبب سوء حالتها التي دفعت الأطباء إلى استئصال رحمها وجزء من القولون والمبيض والأنبوب من الجهة اليمنى مما أدى إلى تشوه جلدها بسبب كثرة العمليات التي أجريت لها وهو ما أكده التقرير الطبي الصادر من مستشفى الملك خالد بنجران.