خادم الحرمين: "اوبك" تتصرف من منطلق الاعتدال والحكمة.. وتمد جسور الحوار مع المستهلكين
الرياض - بعثة
برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بدأ قادة الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أعمال مؤتمر القمة الثالثة في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض مساء أمس السبت.
ويرأس وفد المملكة للقمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وقد استهلت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم القى فخامة الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز فرياس رئيس القمة السابقة لأوبك كلمة حيا فيها خادم الحرمين وأصحاب الفخامة والسمو والدولة رؤساء الوفود الى القمة. وسرد الرئيس الفنزويلي ولادة ونشأة (أوبك) منذ العام .196م. وقال "إن منظمة أوبك منظمة محافظة ونقترح الترشيد في استهلاك هذا المورد المحكوم عليه بالنضوب وعلينا أن نقيم بعض الآليات والنهوض ببرامج التنمية مع البلدان الأكثر فقراً في العالم". بعد ذلك دعا فخامة الرئيس الفنزويلي خادم الحرمين الشريفين الى تسلم رئاسة القمة الحالية .
ثم القى خادم الحرمين رئيس القمة الثالثة لاوبك كلمة رحب فيها بمشاركة القادة في هذا اللقاء التاريخي وقال:
منذ أن قامت منظمتنا قبل قرابة خمسين عاما وهي تضع نصب عينيها هدفين أساسيين الاول حماية مصالح الدول الاعضاء والثاني حماية الاقتصاد العالمي من الهزات المفاجئة في سعر البترول وتوفيره وقد أثبتت التجارب أن المنظمة ظلت متمسكة بذلك وقدمت الكثير على حساب مصالحها العاجلة أدراكا منها أن رخاء العالم وحدة واحدة.
أن البترول طاقة للبناء والعمران ولا يجب أن يتحول الى وسيلة للنزاع والاهواء.
ومضى - حفظه الله - يقول:
إن الذين يرددون أن أوبك منظمة احتكارية استغلالية يتجاهلون الحقيقة التي تثبت أن أوبك كانت تتصرف دوما من منطلق الاعتدال والحكمة ولعل خير دليل على ذلك أن السعر الحقيقي الحالي للبترول أذا أخذنا بعين الاعتبار مستوى التضخم لم يصل الى سعره في مطلع ال 80من القرن الماضي.
لقد مدت المنظمة جسور الحوار مع الدول المستهلكة وفي هذا السبيل تم إنشاء الامانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي الذي نعلق على جهوده الكثير من الامال كما أن المنظمة لم تغفل مسؤولياتها تجاه الدول النامية ومكافحة الفقر فأنشأت صندوق أوبك للتنمية الدولية الذي تغطي مساهماته أكثر من مائة وعشرين دولة فضلا عن المساعدات التنموية التي قدمتها الدول الاعضاء في المنظمة ولعلها الاعلى في العالم إذا أخذنا نسبتها من الدخل القومي بعين الاعتبار.
وقال خادم الحرمين إن ما يتردد من أثر البترول على البيئة والمناخ حديث يختلط فيه الحق بالباطل كما أن المحاولات التي تبذل لاستهداف البترول بضرائب باهظة هو مجهود يضر المستهلكين قبل المنتجين وأنني أدعو الى بحث موضوع البترول والبيئة والمناخ بشكل علمي موضوعي بعيدا عن الضغوط والمؤثرات السياسية ومن هذا المنطلق يسرني أن أعلن عن تخصيص حكومة المملكة العربية السعودية مبلغ ثلاثمائة مليون دولار تكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي . وإنني آمل أن تساهم الدول المنتجة والمستهلكة في برامج مماثلة للتوصل الى نتائج دقيقة تضمن سلامة البيئة كما تضمن إشباع الحاجات المتزايدة الى البترول.
أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
@ وفي بادرة انسانية لفتت انتباه القادة والمشاركين في القمة قام خادم الحرمين من مكانه في الاجتماع وخلال تكريمه الاعلاميين البارزين وتوجه الى الدكتور وليد خدوري الاعلامي العراقي وذلك مراعاة لظرفه الصحي حيث لم يدعه يصل الى المنصة، وضجت القاعة بالتصفيق لهذا الموقف الانساني من خادم الحرمين.
المصدر
http://www.alriyadh.com/2007/11/18/article295008.html[url]