ضيوف الرحمن يتوافدون على منى لقضاء يوم التروية
بتوجيهات ومتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تبدأ كافة الجهات الحكومية اليوم الاثنين تنفيذ خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية فيها اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ووسط أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع في ظل توافر كافة الخدمات وقد تهيأ مشعر منى لاستقبال نحو ثلاثة ملايين حاج يؤدون مناسك الحج لهذا العام وقد بدأت كافة الخدمات متكاملة استعداداً لتوافد ضيوف الرحمن في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد أن أدى جموع حجاج بيت الله الحرام صلاتي المغرب والعشاء بالمسجد الحرام مساء أمس الأحد استعدادا لهذا اليوم وهو يوم التروية وذلك قبل توجههم غداً الثلاثاء إلى صعيد مشعر عرفات الطاهر رافعين اكفهم مهللين ومكبرين ب (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك) و ستستقبل ارض عرفات جموعاً من حجاج و ضيوف بيت الله الحرام في يوم واحد و بلباس واحد "رداء وازار" ناصع البياض بقلوب خاشعة مهللة مكبرة .
وقد قامت كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة بحج هذا العام 1428ه و باهتمام بالغ و إشراف مباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بتجنيد كافة إمكانياتها البشرية والآلية لخدمة ضيوف الرحمن ولتذليل كافة الصعوبات لكي يؤدوا فريضتهم على اكمل وجه وبسهولة ويسر.
وقد ظهرت الحركة المرورية في مكة المكرمة وطرقها والشوارع المؤدية إلى منى يوم أمس بالانسيابية والمرونة ووفق خطة أمنية و مرورية منظمة ومدروسة.
وقد هيأت كافة الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج جميع إمكاناتها الآلية والبشرية لتيسير وتسهيل عملية صعود جموع الحجيج من مكة المكرمة إلى مشعر منى اليوم الاثنين الموافق الثامن من شهر ذي الحجة.
وتعد عملية تصعيد الحجاج إلى منى أولى خطط التصعيد إلى المشاعر المقدسة حيث تم تهيئة الحافلات ووسائل النقل المجهزة بوسائل الراحة والسلامة لضيوف الرحمن إلى جانب تخصيص العديد من الطرق المؤدية إلى مشعر منى وتدعيمها بالطاقات البشرية لتسهيل الحركة المرورية أمام جموع الحجاج والوصول بها إلى مشعر منى في يسر وسهولة وأمان و طمأنينة .
وقد أصبحت منطقة منى الخالية على مدار العام مدينة عصرية بمعنى الكلمة تتوفر فيها كافة الخدمات وعلى أرفع المستويات وتحولت الى خلية نحل حيث تتضافر كافة جهود الأجهزة المعنية لأداء هذا الواجب المقدس تجاه ضيوف الرحمن الي هذه البقاع الطاهرة.
وكانت "الرياض" من خلال جولاتها قد شاهدت الاستعدادات المكثفة والإمكانات التي أعدتها مختلف أجهزة الدولة لخدمة وراحة وفود الرحمن حيث تمت صيانة وتجهيز شبكة من الطرق الحديثة السريعة والأنفاق والجسور المصممة على أحدث المواصفات العالية والمزودة بكافة وسائل السلامة واللوحات الإرشادية لتسهيل وصول الحجاج إلى مواقعهم بمشعر منى بأمر الله إضافة إلى تخصيص عدد من الطرق الخاصة بالمشاة التي تم تظليلها وتهيئتها بالخدمات اللازمة . كما أعدت قيادات أمن الحج لشؤون المرور خطة متكاملة لعملية التصعيد إلى مشعر منى من مكة المكرمة والمبيت في منى ثم اتجاه المركبات إلى مزدلفة وعرفات خلال مرحلة التصعيد.
وأوضحت القيادة أن تنفيذ هذه الخطة بدأ منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة ويستمر حتى اكتمال دخول الحجاج إلى عرفات في صباح يوم غدٍ الثلاثاء حيث سيتم في هذه المرحلة السماح لجميع الحافلات المقلة لحجاج التروية بالوقوف أمام مخيمات مؤسسات الطوافة لنقل الحجاج صباح يوم غدٍ التاسع من ذي الحجة مع مراعاة عدم إعاقة الحركة المرورية على جميع الطرق على مشعر منى.
وكانت منى قد ارتدت حلتها البيضاء لترحب بضيوف الرحمن الذين لبوا النداء وقدموا إليها في يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم قدم في العام العاشر من الهجرة في حجة الوداع ليوضح للمسلمين نسكهم ليسيروا عليها في كل عام ملبين نداء الحق في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه بتغير الشخصيات فبياضه الناصع توافق مع بياض خيام منى التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين وتوحدهم في العبادات وان فرقتهم الخلافات.
الجولة في منى في اليوم السابع من ذي الحجة لا تحمل مشاهدات عن استعدادات أو تجهيزات لكنها حملت نتيجة واحدة صاغها كل مسؤول في الدولة تمثلت في كلمة مرحباً بضيوف الرحمن فما نحن سوى خدام لكم. حركة السير على مداخل منى أغلقت أمام جميع السيارات لكنها فتحت خصيصاً لحافلات نقل الحجاج حتى تتمكن من الوصول إلى المخيمات دون إعاقة في السير ووصولهم بيسر وأمان وسلامة واطمئنان وستكون كافة الطرقات المؤدية إلى مشعر منى صعود شارع الجوهرة وسوق العرب وطريق الملك فهد وشارع الملك فيصل وكذلك شارع الرابطة.
ولأول مرة هذا العام تم انشاء طريقين للنقل العام عبر طريقين رئسيين على طريق الملك عبدالعزيز مرور بتقاطع دقم الوبر وصولا الى طلعة صدقي بمنى وهى محمية بحواجز وشبوك حديدية لمنع الافتراش في هذه الطرقات وكذلك تم عمل طريق اخر عبر منطقة المعيصم لضمان نقل الحجاج الراغبين الذهاب الى المجازر يوم النحر حيث ستكون حافلات النقل تنقل هذه الجموع بكل يسر وسهولة والعودة الى منى لاكمال باقي نسكهم طوال ايام التشريق وسوف يتم منع الافتراش في كافة الطرق بمشعر منى حفاظا على سلامة الحجيج من المركبات.
أما الشوارع والطرقات فزانت نظافتها لتوفر للحجيج بيئة نظيفة ونقية تمنحهم الفرصة للتجول إن ارادوا لنقل مشاهداتهم في اليوم الثامن من ذي الحجة فضاغطات النفايات انتشرت بالتقاطعات والشوارع الرئيسية لتؤكد للجميع ان النفايات يمكن التخلص منها سريعاً ودون أن تنبعث روائحها أو تتجمع فتنقل الأمراض والأوبئة.
وفي مقابل ذلك انتشرت عربات جمع النفايات الصغيرة الحجم الكبيرة السعة والتي صبغت بلون خاص يميزها ويبعد عنها أي حشرات طائرة من بعوض وخلافه.
ورغم ان ضيوف الرحمن لم يبدؤوا في الوصول إلى مشعر منى إلا بعد صلاة الفجر من هذا اليوم إلا أن أمانة العاصمة المقدسة كانت أمينة في أعمالها وخدماتها إذ عملت على تنظيف الشوارع ورش المبيدات.
والاتصالات الهاتفية سواء كانت ثابتة أو متنقلة لم تكن هي الأخرى بعيدة عن الاهتمام فقد انتشرت الكبائن في أكثر من موقع مما يوفر للحجاج سرعة الاتصال بذويهم عبر هذه الكبائن أرضياً أو جوياً عبر هواتف جوالة حرصت الاتصالات على توفير بطاقاتها وجعلها في متناول الجميع.
وقبل الدخول إلى أي من مخيمات الحجاج فإن هناك طرقاً لابد للحافلات أن تسلكها هذه الطرق لم تكن أرضية فقط لكنها طرق مرتبطة بجسور وانفاق ابرزها وأحدثها هذا العام نفق الهجرة الذي يشق ساحة جسر الجمرات باتجاهين متعاكسين من تحت ساحة الجسر وسيساهم هذا النفق في عزل حركة المشاة عن حركة السير مما يعني توفير حركة مرورية ميسرة حتى في ايام التشريق والتي عادة ما تشهد ازدحاماً كبيراً بين المشاة والسيارات.
وفي الدخول إلى أي من مخيمات الحجاج سواء كانوا قادمين من آسيا أو أوروبا أو حتى من افريقيا وأستراليا فإن مخيماتهم موحدة بلونها الأبيض وخدماتها الثابتة التي لا تتغير بتغير الأجناس أو الألسن فالكل في هذه الأيام سواسية أمام رب العباد ليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى.
بياض الخيام الخارجي وبرودتها الداخلية وإضاءتها الجيدة زادتها وسائل السلامة أمانا واستقراراً لك من استظل تحت ظلها رافعاً يديه للسماء داعياً ربه بالغفران.
وتوفير السلامة في المخيمات وفي مقابلة توفير الخدمات منح ضيوف الرحمن الراحة النفسية والاطمئنان فشعروا أنهم يعيشون داخل قصور ازدانت جدرها بالجواهر.
وجواهر مخيمات الحجاج بمنى تمثلت بالكوادر السعودية المؤهلة التي وقفت بشرف واقتدار لتقول للحجاج لبيك فنحن خدامك يا من لبيت النداء وتركت المال والأهل والولد وقدمت إلى الله لا ترجو سوى الرحمة والغفران والقبول والثواب.
المصدر
http://www.alriyadh.com/2007/12/17/article302307.html